الاثنين، يونيو 25، 2012

رسولنا الكريم والدولة المدنية

توضيح هام فى بداية تلك الكلمات الهامة ارجو من يقرأ هذه الكلمات لا يأخذ من العنوان او من بعض معلوماتى مقصدا للتكفير او خلافه ولان مقصدى هنا هو المعرف والوقوف عند عدم خلط الاوراق ببعضها .....القصد صلوا بينا على خاتم المرسلين عليه افضل الصلاة والسلام...فى بداية الامر ما معنى الدولة المدنية ؟؟؟ 

الدولة المدنية هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والفكر. هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر....من مبادئ الدولة المدنية الثقة في عمليات التعاقد والتبادل المختلفة، كذلك مبدأ المواطنة والذي يعني أن الفرد لا يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإنما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن.. أي أنه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات..كل ده كلام جميل ورائع مقدرش اقول حاجة عنه نهائيا طيب بالنسبة للرسول الكريم "ص" هل حقق تلك التوازنات داخل دولته ومنبع رسالته ....اصل هى نظرة فلسفية بحتة على رسالة الاسلام والتى اتخيلها على انها ثورة ضد الظلام والظلم والكفر والشرك بالله لم تحقق اهدافها فى يوم وليلة ...وبغض النظر عما سلف لننتقل الى هل الرسول "ص" طبق مدنية الدولة حسب تعريفها بمنظومة مطلقة ام بمنظومة الرسالة السماوية ؟؟؟؟
شكلت هجرة الرسول (ص) نحو يثرب محطة نوعية، إذ أعلنت عن ميلاد مشروع دولة بمميزات خاصة، و هو الأمر الذي جسدته خطوات عدة قام بها محمد (ص)، كان من بينها تغيير اسم يثرب إلى المدينة...تلتها خطوة أهم و أعمق عرفت بصحيفة المدينة، و هي تلك الوثيقة التي عقدها الرسول (ص) مع كافة الأطياف المتواجدة بالمدينة (أوس، خزرج، يهود...)، و التي حددت واجبات كل طرف و حقوقه......و بالتأكيد أنه في ظل هذه الوضعية لا بد أن ترنو عيون سكان يثرب نحو سلطة محايدة تقوم بتنظيم علاقات وضمان حقوق كافة الأفراد داخلها....ولا شك ان هجرة الرسول "ص" ليست من فراغ انما لاهداف واسباب اهمها الاوامر الالهية وايضا التعددية المجتمعية لمجتمع المدينة من اوس وخزرج ويهود ونصارى وقبائل عربية ممتدة لشبه الجزيرة العربية والمهاجرون والانصار ... و هو الأمر الذي سيظهر فيما عرف بصحيفة المدينة، و التي جاءت لتضع أسس مشروع الدولة الجديدة....و لعل أول ما يلفت الانتباه في صحيفة المدينة هو تمثيلها لكافة الأطياف المتواجدة بها (المهاجرون، الأوس، الخزرج، اليهود ...)، مع خلوها من أي تمييز بينهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس، أو تمييز المسلمين عن غيرهم في الحقوق و الواجبات. كما لم تتم الإشارة إلى الإسلام كدين رسمي أو أنه يحضى بمكانة متميزة مقارنة مع باقي الأديان –اليهودية بشكل خاص- داخل دولة المدينة. بل على العكس من ذلك نجد بنودا في الصحيفة تنص صراحة على تساوي كافة الأديان داخل الدولة، من خلال التصريح بأن "لليهود دينهم و للمسلمين دينهم، مواليهم و أنفسهم، إلا من ظلم و أثم فإنه لا يوتغ (لا يهلك) إلا نفسه و أهل بيته"، أو ما ورد في بند آخر "الجار كالنفس غير مضار و لا آثم". و هذه البنود تعلن صراحة على أن الدولة لكل المواطنين، و أن الدين يبقى علاقة شخصية بين الخالق و عبده، شرط مراعاة المصلحة العامة و احترام الآخر.....ولعل ماسبق كله سرده ان الدولة المدنية عند سيد الخلق تمثبت فى القاعدة الاساسية والعامة للدين الاسلامى...وهو الدين المعاملة ...المبدأ والقواعد المؤثرة والمصداقية أهم نجاح ثورة الرسالة السماوية وظهورها الى النور والى العالم ....وما قد سبق من كلمات لم تخرج من معلوماتى المحدودة انما بمساعدة مراجع لكبار الفقهاء اوالمؤرخين الاسلاميين والليبراليين ...هذا هو منطق تحقيق الحقائق على ارض الواقع ويجعله عامر ويارب الحدق يفهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق