الاثنين، فبراير 06، 2012

التــــــــاريخ بيقول ايه ؟؟؟ ( مرحلة عــــاش الملك ....مات الملك )

اولا : مرحلة عاش الملك ..مـــــات الملك :
اهتم حسن البنا مبكراً بأن تكون علاقة جماعته جيدة بالقصر الحاكم في مصر لتأمين حركة دعوته وهو أيضاً من باب الدعوة فإذا صلح الحاكم صلحت معه رعيته
وقد حرص البنا أن يظهر ولاءه واحترامه الشديد للملك فخاطبه قائلا: «إلي سدة صاحب الجلالة الملكية حامي حمي الدين، ونصير الإسلام والمسلمين، مليك مصر المفدي يتقدم أعضاء مجلس الشوري العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش
وعندما توفي الملك فؤاد نعته مجلة الإخوان بمانشيت كبير بعنوان «مات الملك يحيا الملك» في إشارة لاستقبالهم ومبايعتهم لخليفته فاروق الذي كان عمره 14 عاماً، كما كتبت المجلة ناعية فؤاد «مصر تفتقد اليوم بدرها في الليلة الظلماء، ولا تجد النور الذي اعتادت أن تجد الهدي علي سنا فمن للفلاح والعامل، مَنْ للفقير يروي غلته ويشفي علته، ومَنْ للدين الحنيف يرد عنه البدع، ومَنْ للإسلام يعز شوكته ويعلي كلمته، ومن للشرق العربي يؤسس وحدته ويرفع رايته»
ولما تولي فاروق ملك مصر خلفاً لأبيه رأي البنا أن أقصر طريق لتحقيق أهداف الدعوة والأخذ بالأسلوب الإسلامي في إصلاح البلاد يكون بالاتصال بهذا الملك الشاب وإقناعه بالدعوة ويقول المؤرخ الإخواني محمود عبدالحليم في كتابه «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» إن الأمر كان يعني إقناع الملك بأن انتماءه لهذه الدعوة سيصلح البلاد ويحفظ له عرشه.وفي يوم من الأيام طلب البنا من الجميع أن يرتدوا زي الجوالة وهو قد سبقهم بارتداء الزي نفسه، ثم أخبر الإخوان في المعسكر أن الملك سيؤدي اليوم صلاة الجمعة في مسجد سيدي جابر وبأنهم سيكونون في استقباله أمام المسجد ويصلون معه الجمعة؛ وهوما كان قد رتبه البنا مع ماهر في وقت سابق، وتجمع أكثر من مائة من جوالة الإخوان يتقدمهم المرشد بملابس الجوالة، وحضر الركب الملكي يتقدمه الملك بجانبه علي ماهر - وكان في ذلك الوقت رئيسًا للديوان الملكي فحياه الإخوان هاتفين له وللإسلام؛ بل زادت الجماعة في ذلك أنه حين اختلف فاروق مع حكومة النحاس خرج الإخوان حسب رواية السعيد يهتفون «الله مع الملك» وتباهي الإخوان كثيراً بأن جلالة الفاروق خرج إلي شرفة القصر ست مرات ليحيي مظاهرتهم. وتقول جريدة البلاغ «إن جلالة الملك كان بالغ السعادة بشعار الله مع الملك، وكان يردد نعم الله معنا».
ولعل الحدث الجلل الذي توقفت عنده القوي الوطنية من مواقف الإخوان مع الحكومات في عامي 1945 و1936 وموقفها من حكومة إسماعيل صدقي، وإذا بالإخوان تتخذ خطاً سياسياً مخالفاً لإجماع الحركة الوطنية، وإذ بها تؤيد صدقي وتؤيد مشروع «صدقي بيفن»، ولكن البنا برر ذلك بأن صدقي أتي الإخوان وأكد لهم أنه يحتاج لتأييدهم حتي يستطيع أن يستقوي بهم أثناء مفاوضاته مع الإنجليز واشترط البنا عليه عدم التنازل عن الحد الأدني من مطالب البلاد في الجلاء والاستقلال ووحدة وادي النيل... ووافق صدقي باشا علي الحد الأدني من المطالب الذي حدده الأستاذ المرشد وأعطي العهد والميثاق بذلك علي نفسه....

إلا أن البنا حاصرته أيضاً الأفعال الطائشة للنظام الخاص الذي كان يقوده وقتها عبدالرحمن السندي الذي اغتالت مجموعة من رجاله القاضي أحمد الخازندار الذي حكم علي مجموعة من شباب الإخوان حكماً قاسياً وفي نهاية نفس العام تلقي البنا ضربة جديدة إذا كشف البوليس السياسي عن طريق المفاجأة عناصر التنظيم الخاص وقياداته والذين اعتقلوا جمعياً فيما عرف وقتها بقضية السيارة الجيب التي عثر فيها علي أوراق كاملة.
فقد كان البنا حريصاً حتي آخر في يوم من عمره علي حسن الصلة مع القصر والحكومة حتي تستمر دعوته التي عرفتها مصر كلها في هذا الوقت، ورغم إعلان الولاء بهذا الشكل كان البنا علي علاقات وطيدة بالشباب المتمرد علي أوضاع الملك الفاسد داخل الجيش المصري والذي بدأت علاقته بهم في وقت مبكر من دعوته خاصة بالمجموعة التي أصبحت فيما بعد قيادة ثورة يوليو، وكان أول من تعرف منهم علي البنا الرئيس الراحل أنور السادات حينما حضر البنا إلي كتيبته عام 1940 في ذكري المولد النبوي وكان السادات ضابطاً بسلاح الإشارة برتبة ملازم، وبدأ البنا حديثاً طويلاً جديداً عن ذكري مولد الرسول، وبعد أن انتهي من حديثه انتحي به جانباً ودعاه لزيارته في دار جمعية الإخوان المسلمين قبل حديث الثلاثاء الأسبوعي
.....وهكذا انتهت فترة عاش الملك ومات الملك باغتيال حسن البنا فى فبراير 1949 وللحديث بقية عن المرحلة الثانية من التاريخ بيقول ايه؟؟؟ العشق الممنوع ( البنا والوفد )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق