الأحد، يوليو 08، 2012

القوة الناعمة

عندما يأس فرعون من القول اللين لسيدنا موسى وهارون عليهما السلام أراد وعزم استخدام القوة ولكن ليست قوة البطش التى استخدمها لاحقا لكن قوة فرعون هذه المرة كانت القوة الناعمة التى استخدمها لتكذيب دعوة موسى عليه السلام بالإصلاح فى الارض والدليل على وجودية الله عز وجل وبنظرة فلسفية بحتة فى الامر ان فرعون جمع الناس ليوم الزينة ثم جمع من بقاع مصر كل ساحر عليم السحرة ليسوا فقط من سيكون لديهم البرهان لإسقاط دعوة موسى عليه السلام فى بادئ الامر فرعون أرهب قومه واستخفهم كما اخبرنا الله عز وجل فى كتابه الحكيم ومن ثم استخدم الكهنة لإرهاب الناس بان موسى يريد إخراجهم من ارض آباءهم وتغيير ملتهم بادعاء منه .....إذن وليس بعيدا عن النظرة الفلسفية للموضوع بان فرعون استخدم الآلة الإعلامية والمتمثلة فى كبار الكهنة والسحرة ......اما كبار الكهنة فكانوا اذ أرادوا الحفاظ على مصالحهم من الفساد والتردى والجهل المتفشى فى المجتمع المصرى آنذاك بجانب وعد الفرعون للسحرة بمكانة من المقربين فى حالة النجاح فى مهمتهم لذلك فالسحرة لم يجدوا الا المصلحة العليا والترابط فى شبكة الفساد مع الفرعون وكهنته بغض النظر عن مصداقية موسى عليه السلام .....القصد انه يوم الزينة وحشد الناس فرمى السحرة ما رموا ونجحوا بشكل مؤقت فى سحر أعين الناس إذن هى مرحلة تغييب أعلامى من سحرة الفرعون للناس حتى ان موسى عليه السلام أوجس فى نفسه خيفة ليس من السحر او الفرعون او الكهنة لكن من المجتمعين فى تصديق المادة الإعلامية التى قدمها فرعون والكهنة والسحرة لكن بعدما رمى موسى مادته الإعلامية وبمصداقية وبحق تحول الموقف تماماً سجود السحرة ليس نفاقا وتحول منهم بفوز موسى عليه السلام ولكن هم يعلمون انه الحق ويعلمون انهم كانوا على الباطل وان ما عليه فرعون وهامان هو الباطل بعينه لكن غرتهم مصالح الفساد بان يكونوا من المقربين فوجدوا ان الله اكبر من فرعون وجدوا ان الحيادية نحو الحق أسمى حتى لو قتلوا او صلبوا وقطعت ايديهم وأرجلهم ..... ومن ناحية اخرى لم يشر القران الكريم عن ردة فعل العامة من هذا الموقف وهل امن آخرون مع السحرة ام ظلوا فى فسقهم لفرعون وكهنته ولكن مما لا يدعوا مجالا للشك ان فرعون تلقى ضربة قاسمة امام الجموع فى آلته الإعلامية من السحرة وبعد ان كان يريد إدارة حرب أهلية وفتنة بين الأقلية من بنى اسرائيل وباقى قومه من المصريين برعاية الدولة العميقة من هامان والكهنة ........عصا موسى بمثابة الواقعية التى تحققت على ارض الواقع وأمام الجميع وحتى بعد إيمان السحرة أراد الفرعون إشعال الفتنة اكثر وهى لعبة النفس الاخير بان اتهم شركاؤه السابقين بان موسى عليه السلام كبيرهم الذى علمهم السحر .....لكن موسى بما حققه على ارض الواقع وب المصداقية أوجد لدى الجميع الاعلام البديل لتوصيل رسالته وبنفس الشكل الذى أراد به الفرعون إضفاء حق يراد به باطل .....لتتحول أنظارنا لما نحن عليه الان مادة إعلامية لأصحاب مصالح وشبكات فساد عارمة تلوث العقول ودفاع مستميت من آخرين بما يحدث وشعب لا يجد من الكفاية او الثقافة لتحصين عقله من مصداقية خبر مرئى او مسموع وأصحاب الحق قد لا يملكون المصداقية الكفاية لردء هذا مما يجعل من الاعلام القوة الناعمة التى يستخدمها البعض فى غير محلها فالحل فى عصا موسى او الاعلام البديل الذى يقف عند المصداقية لنقل المواد الإعلامية بما يتمشى مع قبول المجتمع لها وان تخلق اعلام بلا ضمير سيتوجب عليك مواجهة مجتمع بلا وعى الفساد الإعلامى لا يتوقف فقط على إدارياته او فساد ماله انما المنظومة بشكل كامل ان تكن للآلة الإعلامية فى مصر عقيدة مع إبداع وحيادية ستجد مجتمعا مستنيرا ويجعله عامر ويارب الحدق يفهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق